السبت، 8 ديسمبر 2012

محبة النبي صلى الله عليه و سلم..


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله خير الأنام..
أيها الأحبة الكرام... جميع المخلوقات تحب النبي صلى الله عليه و سلم... و ذلك لما تميز به النبي الكريم الرحيم من الأخلاق العالية.. كيف لا و هو الهادي البشير الرحمة المهداة...
ذلكم النبي الكريم.. ذو الخُلق العظيم.. أُوتي مكارم الأخلاق.. و خصه الله من أنواع الفضائل و صفات الكمال.. {و إنك لعلى خلق عظيم}.. و لو تكلمنا عن خلق النبي صلى الله عليه و سلم لاحتجنا إلى كتب و مؤلفات عظيمة...
فهذا موقف واحدٍ فقط من بين آلاف المواقف يبين خلقه صلى الله عليه و سلم.. فبينما أَنَسُ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه يمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم إذ جاء أَعْرَابِيٌّ من خلف النبي صلى الله عليه و سلم فشد ثوبه من جهة رقبته..  حَتَّى أثرَّ ذلك على عنق رسول الله صلى الله عليه و سلم.. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَعْطِنِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ.. ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم؟.. هل نهره أو زجره أو شتمه و ضربه.. لا.. بل َالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.. ذلكم النبي الكريم ذو الخلق العالية {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)}..
فبهذا الخلق العظيم منه صلى الله عليه و سلم أحبه كل الخلق.. بل يجب علينا محبته.. فمحبته عبادة.. محبتُه طاعةٌ مفروضة.. محبتهُ إيمان و تصديق.. يتقرب به العبد إلى الله.. و الذي لا يحب النبي صلى لله عليه و سلم ليس بمؤمن.. قال صلى الله عليه و سلم: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَ وَلَدِهِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ).. 
و لكن كيف تكون محبته صلى الله عليه و سلم.. هل محبته بلصق شعارات محبة النبي على السيارات و المنازل.. بالطبع لا.. 
إن معنى محبة النبي صلى الله عليه و سلم هي.. طاعته فيما أمر... و تصديقه فيما أخبر... و اجتناب ما نهى عنه و زجر... و أن لا يُعبد الله إلا بما شرع...
و طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمر: تشمل جميع الأوامر دون استثناء..
و تصديقه فيما أخبر... كل ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه و سلم يجب علينا أن نصدقه بها... من الأمور الغيبية و غيرها مما لم نشاهدها.. و ما لم تقع بعد... فلابد من التصديق بخبر الدجال و علامات الساعة الصغرى و الكبرى و أحوال يوم القيامة.. و غير ذلك من الأمور الغيبية و التي لم تقع بعد..
و اجتناب ما نهى عنه و زجر... فتشمل كل ما نهانا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن اجتنابه...
و أن لا يعبد الله إلا بما شرع.. فإن الله عز وجل لا يجوز أن يُعبد إلا بما شرعه سبحانه أو شرعه رسوله صلى الله عليه و سلم.. و أي بدعة يأتي بها الإنسان من عند نفسه.. فهي طعن في شرع الله من جهة.. و نقض لحق المصطفى صلى الله عليه و سلم.. و نقص في حبه صلى الله عليه و سلم من جهة أخرى..
و كذلك نشر أحاديث ضعيفة و موضوعة مكذوبة عليه صلى الله عليه و سلم و عدم بيان ضعفها من الأمور التي تنقص محبته صلى الله عليه و سلم.. و فيها إساءة بسنته صلى الله عليه و سلم... قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: (لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّارَ). أخرجه البخاري..
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق