الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله خير الأنام..
أيها الأحبة الكرام... جميع المخلوقات تحب النبي صلى الله عليه و سلم... و ذلك لما تميز به النبي الكريم الرحيم من الأخلاق العالية.. كيف لا و هو الهادي البشير الرحمة المهداة...
ذلكم النبي الكريم.. ذو الخُلق العظيم..
أُوتي مكارم الأخلاق.. و خصه الله من أنواع الفضائل و صفات الكمال.. {و إنك لعلى
خلق عظيم}.. و لو تكلمنا عن خلق النبي صلى الله عليه و سلم لاحتجنا إلى كتب و مؤلفات عظيمة...
فهذا موقف واحدٍ فقط من بين آلاف
المواقف يبين خلقه صلى الله عليه و سلم.. فبينما أَنَسُ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه
يمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم إذ جاء أَعْرَابِيٌّ من خلف
النبي صلى الله عليه و سلم فشد ثوبه من جهة رقبته.. حَتَّى أثرَّ ذلك على عنق رسول الله صلى الله
عليه و سلم.. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَعْطِنِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ..
ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم؟.. هل نهره أو زجره أو شتمه و ضربه.. لا..
بل َالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.. ذلكم النبي الكريم
ذو الخلق العالية {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا
عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)}..
فبهذا الخلق العظيم منه صلى الله عليه و
سلم أحبه كل الخلق.. بل يجب علينا محبته.. فمحبته عبادة.. محبتُه طاعةٌ مفروضة..
محبتهُ إيمان و تصديق.. يتقرب به العبد إلى الله.. و الذي لا يحب النبي صلى لله
عليه و سلم ليس بمؤمن.. قال صلى الله عليه و سلم: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى
أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَ وَلَدِهِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ)..
و
لكن كيف تكون محبته صلى الله عليه و سلم.. هل محبته بلصق شعارات محبة النبي على
السيارات و المنازل.. بالطبع لا..
إن معنى محبة النبي صلى الله عليه و سلم هي.. طاعته
فيما أمر... و تصديقه فيما أخبر... و اجتناب ما نهى عنه و زجر... و أن لا يُعبد
الله إلا بما شرع...
و طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما
أمر: تشمل جميع الأوامر دون استثناء..
و تصديقه فيما أخبر... كل ما أخبر به المصطفى
صلى الله عليه و سلم يجب علينا أن نصدقه بها... من الأمور الغيبية و غيرها مما لم نشاهدها..
و ما لم تقع بعد... فلابد من التصديق بخبر الدجال و علامات الساعة الصغرى و الكبرى
و أحوال يوم القيامة.. و غير ذلك من الأمور الغيبية و التي لم تقع بعد..
و اجتناب ما نهى عنه و زجر... فتشمل كل ما
نهانا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن اجتنابه...
و أن لا يعبد الله إلا بما شرع.. فإن الله
عز وجل لا يجوز أن يُعبد إلا بما شرعه سبحانه أو شرعه رسوله صلى الله عليه و سلم..
و أي بدعة يأتي بها الإنسان من عند نفسه.. فهي طعن في شرع الله من جهة.. و نقض لحق
المصطفى صلى الله عليه و سلم.. و نقص في حبه صلى الله عليه و سلم من جهة أخرى..
و كذلك نشر أحاديث ضعيفة و موضوعة
مكذوبة عليه صلى الله عليه و سلم و عدم بيان ضعفها من الأمور التي تنقص محبته صلى
الله عليه و سلم.. و فيها إساءة بسنته صلى الله عليه و سلم... قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: (لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ
كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّارَ). أخرجه البخاري..
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق