الحمد لله رب العالمين و الصلاة و
السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً.. أما بعد..
فإنَّ نعمَ الله تعالى كثيرة.. لا
يُحصيها لسان.. و لا يقومُ بحقِّ شكرِها إنسان.. و إن نعمَه تعالى قد شمِلَتِ
الحاضرِ و الباد .. فكم تفضَّلَ اللهُ علينا بنعمٍ عظيمة .. و آلاء جسيمة ..
لنتفكر... كيف تكونُ حياتُنا.. و
نحن غارقون في أوحال الكفر و الشرك و
البدع و المعاصي و المنكرات؟.. و
لنتفكر... كيف يكون حالُنا إذا فُقد بصرُنا.. و ذهب سمعُنا، و خُتِمَ على
قلوبِنَا؟.. {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ
عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ
الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) }.. تفكري أمة الله.. تفكر عبد الله.. إذا
مرضتَ و قطعت الأودية و علوت الجبال بحثاً عن العلاج.. فلم تجده.. من يشفيك من
مرضك؟.. تفكروا عباد الله... إذا انحبست الأمطار بسبب ذنوبنا فماتت البهائم و أجدبت الأرض .. و جف الماء فمن يُنْشِئُ السَّحَابَ
الثِّقَالَ فتسيل أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا؟.. أيها العبد الضعيف إذا انقطعت بك الأسباب
و تُهت في الصحاري و القِفار، لا جوالات، و لا سيارات.. من ينجيك من هذا الكرب
العظيم ؟.. {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ
تَضَرُّعًا وَ خُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
(63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ
}...
فالحمد لله الذي هدانا للإيمان و ما كنا
لنهتدي لو لا أن هدانا الله.. الحمد لله على نعمة الصلاة و الصيام.. الحمدُ اللهَ
العظيمَ الكريمَ المنانَ المتفردُ في أفعاله ذو الجلالِ و الإكرامِ.. الحيُّ
القيومُ الخالقُ الرازقُ المدبر الملك الجبار الغفور الرحيم.. الحمد لله له
الأسماء الحسنى و الصفات العلى.. { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}..
أوجدنا من العدم ذي الجود و الكرم.. و المتفضِّلَ
علينا بوافر النعم.. فذلكم اللهُ الإلهُ الحقُّ المستحقُّ للعبادة.. وحده لا شريك
له.. فحقٌّ علينا عبادته وحده و لا نشرك به شيئاً.. {وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ مَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ
(57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}..
فالحكمة من خلقه سبحانه و تعالى للخلق...
هي عبادته، و اختبارهم و ابتلاؤهم ليجزي المحسن بإحسانه و المسيء بإساءته..
و لذلك لم يتركهم هملاً و سدى.. بل أرسل
إليهم الرسل و الأنبياء.. ليقيم الله هداه و حجته على عباده، قال تعالى: {وَ لَقَدْ
بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}..
فكانت أعظم منة.. و أكبر نعمة من الله على عباده أن بعث فيهم الرسل مبشرين و منذرين..
و كان أعظم الأنبياء قدراً و أبلغهم أثراً
و أعمهم رسالة محمد صلى الله عليه و سلم الذي بعثه الله لهداية الخلق أجمعين فختم به
النبيين.. و كمل الله به الرسالة.. و هدى به من الضلالة.. و ألف به بعد الفرقة.. و
أغنى به بعد العيلة.. المبعوث بالهدى و الرحمة.. أخرج الله به الناس من الظلمات
إلى النور..
لقد كان الناس قبل بعثته صلى الله عليه
و سلم واقعين في مستنقع الشرك.. و أوحال الضلالات و الجهل.. فأنقذهم الله بالنبي
صلى الله عليه و سلم.. و جعلهم خير أمةٍ أُخرِجَت للناس .. فيا لها من نعمةٍ عظمى و
منةٍ كبرى على المؤمنين.. {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ
فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ
وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ
مُبِينٍ (164)}.. فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه..
يداً بيد لنشر السنة النبوية فاتمنى الاعجاب بصفحة فقه الكتاب و السنة في الفيس بوك
يداً بيد لنشر السنة النبوية فاتمنى الاعجاب بصفحة فقه الكتاب و السنة في الفيس بوك
جزا كم الله خيرا
ردحذف